عاصمة دولة الخلافة العباسيّة هي مدينة الكوفة في العراق ، تقع بالقرب من النجف ، تأسست هذه المدينة العريقة على يد سعد بن أبي وقاص ، فقد اتخذها كمعسكر إبان معركة القادسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، وازدهرت الكوفة في العصر الأموي وكانت تسمى فيما مضى بـ ( كوفان )، اتخذ المسلمين من مدينة الكوفة قاعدةً لمهاجمة ( المدائن ) ، حاضرة الفرس الساسانيين ، حيث انتصر فيها جيش الإسلام ، اتخذها الخليفة علي بن أبي طالب عاصمةً لدولته أيضاً ، لتصبح المدينة ذات مكانةٍ مهمة في حقل السياسة والحروب ، لتشهد المدينة بعدها أحداثاً تاريخية مهمة ، واضطرابات تناقلتها سجلات التاريخ بغزارة لأهميتها .
ومن الأحداث المهمة التي حدثت في الكوفة ( حادثة كربلاء ) ، ليشكل أهل الكوفة الجيش الذي خرج لقتال الحسين بن علي ، والإجهاز عليه وعلى أهله ، بالإضافة إلى ثورات العلويين، اتخذها العباسيين عاصمةً لهم لما تمتاز به المدينة من التحفظ في كافة أمورها على النقيض من دمشق ، اشتهرت الكوفة بـ ( الخط الكوفي ) ، أو الخط العربي ، وتطورت من بعده باقي الخطوط .
هذا بالنسبة للعاصمة الأولى للعهد الأول من الدولة العباسية التي تأسست بعد انهيار الدولة الأموية إبان وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين ، وسميت بالدولة العباسية نسبةً إلى عم النبي صلى الله عليه وسلم ( العباس ) ، تأسست الدولة العباسية على يد الخليفة أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن بن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب ، ولقب بـ ( السفاح ) ، وتمت مبايعته خليفةً للعباسيين في مدينة الكوفة التي اتخذ منها عاصمةً للدولة .
وقسمت الدولة العباسية الى عصرين رئيسيين ، هما :-
- العصر الزاهي ( العصر العباسي الأول ) ، أو العصر الذهبي ، ودام قرن من الزمان ، امتازت به الدولة بقوة نفوذها وسيطرتها في جميع المجالات لا سيما المجال السياسي ، وتتابع سبعةً من الخلفاء العباسيين على الحكم في هذا العصر كان آخرهم الخليفة ( الواثق بن المعتصم ) ، لتبدأ العصر الثاني للخلافة بعد وفاته .
- عصر الإنحلال للدولة وتدهورها ، والتي غربت فيها شمس الدولة العباسية على يد ( هولاكو ) ، ودام هذا العصر أيضاً نحو قرن من الزمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق