مدن العالم وعواصمه متعددة ومتغيرة على امتداد العالم، وعدد العواصم كبير جداً، لهذا السبب فإن تحديد العاصمة الأجمل ليس بهذه السهولة، فمن الصعب أن يكون الإنسان محايداً في مثل هذه الأمور، فكل شخص يحب بلده بالضرورة أن تكون عاصمة بلده هي الأجمل بالنسبة إليه.
العواصم هي المدن الرئيسية في أية دولة من الدول، وهي في الغالب تكون أول شيء تقع عليه عين الزائر وعين الدارس لدولة معينة من دول العالم أجمع. والعواصم كالدول يتم تحديد جمالها وفقاً لمعايير وأسس جمال الدول والمناطق، فبعض الناس يحبون المناطق التي تكثر فيها الأماكن الطبيعية والبعض الآخر يحبون المناطق التي يكثر فيها الإرث الحضاري والمعالم التاريخية، وهناك من يحب المناطق التي تتميز بأنها عصرية. لهذا السبب فمن الصعب أن يُرضي رأي شخص ما كافة أذواق الناس.
مما سبق يمكن القول أنّ المنطقة الأجمل في العالم أجمع هي منطقة بلاد الشام ( فلسطين والأردن ولبنان وسوريا )، فحجم التنوّع الحضاري والتاريخي والطبيعي الذي يوجد على هذه الأرض لا يمكن أن يحصى، ففيها السهول والجبال والوديان وهي المناطق الساحرة بشهادة المستشرقين، ومن يأتون لزيارة هذه البلدان، أيضاَ فهذه المنطقة هي أصل الأديان، لهذا السبب فهي منطقة تسود فيها الروحانيات، ومن هنا فمن يزور هذه المنطقة يشعر على الفور براحة نفسية قل أن يجدها في أي منطقة أخرى في العالم، كما أنه يشعر على الفور بالحب والجمال.
ومن هنا، فإن الدول المكوّنة لمنطقة بلاد الشام هي أجمل الدول، ومن هنا أيضاً يمكن القول أن العواصم الأربعة هي أجمل العواصم على الإطلاق، ولا يمكن تفضيل واحدة على أخرى، إلا أنّه ربما تحتوي الواحدة منها على أمور تتميّز بها وتخصها لا توجد عن العواصم الأخرى.
فالقدس مثلاً تتميّز بأنها عاصمة المقدسات، فكل شبر فيها هو شبر مقدس، كما وتتميّز بجمال العمارة فيها نظراً إلى أنها مدينة عريقة تعاقبت الحضارة عليها عبر التاريخ. أما عمان فهي جميلة لأنها شاهد على كافة الحضارات، فالحضارات وقبل زوالها أبت إلا أن تترك شيئاً من ذكراها في عمان، ففي عمان العديد من المعالم الأثرية منها جبل القلعة الذي يحتوي على العديد من المعالم الأثرية، وهناك المدرج الروماني، ومقامات الصحابة، وكهف أهل الكهف، وسبيل الحوريات، ووسط البلد، وجبل عمان، وجبل اللويبدة وغير ذلك الكثير، وكل هذه الأماكن تشكّل القلب النابض لعمان وهي التي تعطي الروح لكل من يأتي لزيارة هذه العاصمة الجميلة.
دمشق وما أدراك ما دمشق، فهذه المدينة هي المدينة التي لم يستطع أن يجد الإنسان مثيلاً لها، فنسبة الجمال فيها مرتفعة جداً، إلى درجة يُشعر الإنسان أنه في الجنة وليس على الأرض، فبين البيوت القديمة وقبور العظماء والأسواق العريقة وقاسيون والمطاعم وكل حجر من حجارتها يتشكل قلب الإنسان وكل شيء فيه.
أخيراً نأتي إلى بيروت التي تصل الشرق بالغرب والتي تعد مدينة الثقافة التي لا تنضب، ومدينة الحضارة، ومدينة السحر والجمال، فهي من أجمل بقاع العالم على الإطلاق، فيكفي للإنسان أن يعرف أن بيروت هي موطن الفن والجمال ليقول على الفور أنها من أجمل عواصم الدنيا.
من هنا فهذه العواصم الأربعة هي الأجمل في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل هذه البقاع عن بعضها البعض فهي تتكامل مع بعضها، لأنّ بلاد الشام كانت وستبقى رغم الحدود، هي وباقي بقاع العالم العربي وحدة واحدة لا تتجزأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق